نظرت اسفل قدميها حيث تقبع الامواج المتلاطمة و ارتجف جسدها الغض خوفا فاغمضت عينيها لتتفادى مرأى الصخور الحادة التى تشطر الامواج بعنف فتلقيها صريعة على جوانبها ...
امالت الفتاه جسدها الى الامام ليدفعها ثقله الى احضان بحر لن يرحم ضعفها لكنها تراجعت عندما وخزها اخر خيط يربطها بالحياة لعيدها الى حلبة الصراع بين البقاء و الرحيل
لم يمهلها البحر فرصة طوية للتفكير,صدمها برياحه المملوءة برذاذ امواجه الثائرة ليغريها بالسقوط فى احضانه لتنهى صراعها المحتدم و لتقدم له حياتها قربانا لعله يستكين
مرت اللحظات بطيئة ما بين التراجع و الاستسلام حتى رفعت عينيها فى تصميم يشوبه بريق مجنون و فتحت ذراعيها كمن يبغى الطيران لا الانتحار و افلتت قدميها لتهوى الى بحر طال انتظاره ليدفع بجسدها النحيل الى الصخور التى سنت اطرافها لاستقبالها لتطحن عظامها و تدفع بها مرة اخرى الى احضان البحر ليدفنها فى احشائه فترقد خالدة فى احضان قبلتها حين رفضها الاخرون