تفشى فى مجتمعنا المصرى العزيز ظاهرة " مش جديدة علينا " لكنها استفحلت فى الاونة الاخيرة و خصوصا بعد الثورة .. و عشان محدش يشتم انا لا احمل الثورة مسؤلية تفشى الظاهرة " احنا شعب قليل الادب من الاول " :) ..
بدأت جحافل " الشتيمة " فى غزو طبقات المجتمع المصرى ابان ثورة 25 يناير و تدرجت فى شدتها تبعا للقضايا المطروحة على الساحة و تبعا لدرجة انقسام المجتمع من مؤيد و معارض ....
بداية من شلة " احنا اسفين يا ريس " vs " شباب الثورة " .... و صولا لمؤيدى مرشحى الرئاسة بينهم و بين بعضيهم و بين مقاطعى الانتخابات ....
و تدرجت من اتهامات تحمل صورة اهانة او تجريح مثل كلمة " فلول " ... "عميل " ... " صاحب اجندة " ...
الى صور تحمل فى ظاهرها ثقافة رفيعة و تخفى اسفلها جهل مريع مثل ... " اناركى " .... " ماسونى " ... " ليبرالى " ,, الخ
حتى وصل بينا الحال الى الكشف عن خبايا النفوس المغطاة بطبقات لامعة ليظهر المستخبى و ينفجر البكابورت و ينتهى سلم الشتايم بوصوله الى سب بالدين و سب الوالدين و سب اى حاجة ممكن يكون ليها اسم على وجه الارض ,,
و المواطن المصرى ممكن يشتمك لاسباب عديدة ,,, و الشهير فيها اختلافه معك فى الرأى مثلا فيبدأ فى سبك انت و رأيك و اللى رباك و خلاك تعيش لليوم اللى عبرت فيه عن رأيك ...
يعتبر ال YouTube من اكثر الاماكن اللى بتنمى ثقافة الشتيمة ,, مش مهم نوع الفيديو اية ... ثقافى , سياسى , ترفيهى , دينى ....
المهم ان اعضائة يكونوا ناطقين بالغة العربية ... جميع انواع السباب من ابسطها الى اشنعها موجودة ...
مسيحى vs مسلم ... اهلاوى vs زملكاوى ... مصرى vs اى جنسية اخرى ... ليبرالى , اخوانى , ذكر , انثى , جن ازرق ...
اى category بيتشتم و بيشتم .... وصل بنا الحال الى سب الدين و الوالدين لاختلافنا على برنامج ترفيهى تافه ...
ما صعوبة تغيير القناة عن ما لا يستهويك و متابعة ما يرضيك بدلا من اهانة و تجريح خلق الله ..
الطريف ان الموضوع وصل للدعابة ... بمعنى ان شعبنا الواعى بيهزر مع بعضه بالشتيمة ...
الاطرف ان الطرف المشتوم بيضحك ملء فاه كالاهبل ... تخيل راجل ملو هدومه ذو اكتاف تتسع لاحتضان اتوبيس و طول فارع بيتشتم بأمه و يضحك ...
نفس الشخص المشتوم ذو الكتف العريض و الطول الفارع ممكن يشتم كائن انثوى فى الشارع لمجرد ارضاء غريزة الاباحة قبل ارضاء غريزة رجولته المهدورة على يد شاتمه
اما عن اسباب شتمه للكائن الانثوى فهى متعددة و ما اكثر حججها الواهية .. فهى اما بسبب شعرها المكشوف , او حجابها " الاسبانيش " او اسدالها الكاشف للوجه , او نقابها الكاشف للعين , و ان زالت الاسباب السابقة اصبحت حجة سبىها هى انها ماشية فى الشارع ..
لذا ليس غريبا ان ترى فتى يخطو اولى اعتاب الرجولة بيشتم لانه تعود اباه ان يسبه هو و جميع اهل بيته فاصبح الشبل كأباه الاسد و هلم جرا حتى اصبحنا فى دائرة لا تنكسر ..
فينضج الفتى متخبطا فى مفاهيم الرجولة فيطلق لسانه للسباب لمجرد ظهوره بشكل " كول " بين اصدقائه و لانه بيسمع البطل بيشتم المجرمين فى الفيلم فاصبحت شتيمته موضة ,, و تباعا اصبح سباب شخصية بلهاء فى برنامج طبيب مشهور دعابة و شتيمة كاتب مرموق فى مقالاته ثقافة و الكوميكس المكتظة بأقذع الالفاظ خفة دم ...
و تفحشت الشتيمة و تغلغت فى نسيج المجتمع و اصبحت لا تقتصر على الرجال فقط بل ورثت الى اطفالهم و زوجاتهم اللاتى نقلن السباب الى بناتهن ففسدت طبيعتهن الرقيقة ذات اللسان العطر .. فاصبحت السنة الفتيات " زفرة " كالسنة زويهم من الفتيان ...
اخر الكلام انا لست واعظة او حلالة مشاكل ... انا طرحت مشكلة انا نفسى اعانى منها و احاول التخلص من حبالها لكن محاولاتى المستميتة باءت بفشل ذريع .. فأنقاذا لانسانيتنا المذبوحة بسكينة تلمة ... ربوا اولادكم على الفضيلة و نظفوا السنتهم و السنتكم من قبلهم ...