الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الهمجية




مشهد ليلى
غرفتى المظلمة كالمعتاد المهملة كالمعتاد .. اكياس حلوى فارغة ملأت ارضية الغرفة اعقاب سجائر متناثرة كتب مبعثرة هنا و هناك
و على الفراش مجعد الاغطية استقر احداها
لم التفت لصرير اخشاب غرفتى المتهالك عندما خطى فوقها بقدميه العاريتان
مولية ظهرى للغرفة  المظلمة اراقب دخان سيجارتى المتصاعد منصتة لاصوات الصبية الساهرة على المقهى المواجه التى تحبو ببطء نحو اعتاب النضج متباهيه بخشونة صوت مزعجة و بضع شعيرات خجولة نمت ف مفترق اجسادهم يصيحون فى رعونة سمعت صوته فى خلفية الغرفة
" انتِ قلتى معناه اية عنوان الكتاب ده ؟! " ... التفت و القيت نظرة لا مبالية على غلاف الكتاب و رددت ببطء " PTSD .. post - traumatic stress syndrome "
حك رأسه فى حيرة  و استطرد "  و هوسك بالكتب النفسية دة هو اللى هيحل المشكلة !! " ... اطفأت سيجارتى فى ذراع مقعدى بعصبية و التفت اليه صائحة " لا مش هيحلها بس عايزنى اعمل اية استسلم و ادفن نفسى بالحيا !! "
اسرع الىً و احتضن رأسى بحنان لطالما اشعرنى بعجزى  " يا حبيبتى انا جنبك متخافيش " ... كدت استسلم لوهله لكنى انتزعت رأسى من بين يديه و زجزته بعنف " هو انا كلب تايه عشان تطبطب علىٌ " .. تراجع ببطء مبتعدا عنى و القى نفسه على اقرب مقعد بجانبى و اراح قدميه على سور الشرفة .. كان قد اعتاد ثوراتى المبالغ فيها و ألفها فلم تعد تزعجه
تجاهلته و مددت بصرى بعيدا للبيوت الساكنة
اعتدت ان اكون اكثر مرحا و انسانية قبل حادثى قبل بضع سنوات خيلت لى انها بضعه ساعات
صراخى و ضحكاتهم تردد صداها فى اذنى فنفضت رأسى بشدة لاطردها
 التفت اتأمله حتى انتبه فاستدار و زفر ببطء " يا حبيبتى اتكلمى معايا متفصليناش عن بعض كدة " و مد يديه ليربت على وجنتى التى انهمرت عليها الدموع بغزارة فاستسلمت لها و تمسحت فيها كقط ضال
نهض و جذبنى فنهضت غير مقاومة و اتجه بى لفراشى المبعثر فتوقفت و بدأت اتملص من قبضته
فترك يدى و جذب اكتافى و نظر فى عيناى مرددا ببطء " انا مش هعملك حاجة خليكى واثقة فىً " ..
" فاكرة زمان لما كنتى بتسندى راسك على كتفى و العب لك ف شعرك لحد ما تنامى "
ازاح الاغطية و جلس على حافة الفراش و اجلسنى بجواره ,,
 جذب رأسى اراحها على كتفه و ازاح خصلاتى المجعدة عن وجهى ,, تخللت اصابعه شعرى برتابة جعلت النعاس يتسرب الى جفونى و بدأت فى الانغلاق و ارتخت عضلاتى و ثقلت رأسى على اكتافه فابتسم و قبًل رأسى " نامى يا حبيبتى انا مش هسيبك ابدا "
هببت من رقادى فجأة و حدقت به فتساءل  " اية مالك ؟! " ...  نهضت بهدوء عائدة لمقعدى فى الشرفة و اشعلت سيجارة اخرى  سحبت منها انفاس طويلة و اجبته " ماليش .. اقفل الباب وراك و انت خارج ." 

هناك تعليقان (2):

  1. مهما وصفت مدى تأثري بالبوست ده لن تسعفني الكلمات
    رائع رائع رائع
    تحياتي الحارة

    ردحذف
  2. اخجلنى تعليقك و اسعدنى جدا :)
    شكرا لمرورك

    ردحذف