تجردت من ملامح التمدن فى تلك اللحظة و تعرت بداخلى وحشية الانسان البدائى
و انا اجر رفيقى من ياقة قميصه الغارق فى الماء و الدماء
كان فاقدا للوعى ,, لا اعلم ان كان على قيد الحياة ام فارقته الروح
فقط اجره بوحشية بيد واحدة و احاول ابعاد شعرى الثائر عن وجهى بالاخرى
و اصرخ كحيوان جريح فى محاولة لزيادة جرعات الادرينالين بدمى
كى اجد القوة لاكمل طريقى بعيدا عن طلقات النار خلفى
زحفت حتى وصلت لجدار مظلم و القيت جسدى المنهك و انا الهث بشدة بجانب رفيقى
غامت عيناى قليلا و علتها سحابة بيضاء جراء انفاسى المتلاحقة
فحاولت السيطرة عليها و هدأت قليلا
اعتدلت و انحنيت فوق رفيقى لاتفقده
كان غارق فى دماء لا اعلم مصدرها
ناديته ففتح عيناه قليلا و ابتسم
بترتعشى لية ؟
بردانة ؟
" ! ابتسمت و سط دموعى " مش انا كنت رافضة احضنك قبل كدة عشان كنت بتكسف منك
و رفعت رأسه و احتضنتها بكلتا يداى
" يابنت اللاذينه بقى جايه تحضنينى و انا مبلول و مبهدل كدة "
ابتسمت و شددت ذراعى حول رأسه اكثر
مر الوقت و نحن على نفس الوضع
انا احتض رأسه مرتكزة بشفتى على خصلات شعره المبتلة
وهو بانفاسه الضعيفه و رأسه التى تزداد ثقلا كلما مر الوقت و جسده يزداد برودة
انقشع دخان الطلقات و النيران و القنابل قليلا فتمكنت من رؤيه اشباح تجرى هنا و هناك
و اصوات مبهمة تنادى
اقترب احد الاشباح البعيدة فرفعت نظرى و تبينته
انحنى يتفحصنى ثم انتزع رأس رفيقى من يداى
فحاولت المقاومة بضعف يائس لكنه زجرنى بعنف
" خالد مات يا فريدة .. مات خلاص "
ارتخى جسدى و تحولت كل المشاهد لخيالات زجاجية بعيدة
اسمع صوت وائل يصرخ طالبا المساعدة و هو يرفع جسد رفيقى من فوق قدماى المتيبستان
اراه يبتعد
محاولات فاشلة منى للحاق به
و فجأة وجدت نفسى انجذب للخلف فالتفت و رأيت وليد
دفن رأسى فى صدره
" متخافيش .. متبصيش وراكى .. متخافيش .. هو كويس "
وليد كان بيرتعش و بيردد
" متخافيش "
بلا انقطاع
" متخافيش يا فريدة "