الخميس، 21 فبراير 2013

و التقينا .. !


تابعت صعودى على سلم مترو السادات بخطوات مترددة مذعورة ..لم انفك عن ترديد " انا خايفة " لرفيقى الصاعد بجوارى ...
مرت بذهنى سيناريوهات التحرش و الاعتداء التى حالت دون نزولى التحرير لفترات طويلة ..
حاول رفيقى تهدئتى بكلمات مطمئنة  " متخافيش انا معاكى " ...لكن بلا جدوى ..
ارتطم هواء التحرير البارد بوجهى و ازاح خصلات شعرى المبعثرة عن جبهتى ,,  فتراجعت عدة خطوات رغبة فى الهروب و الاحتماء بسلالم المترو مرة اخرى .. لكن طمأنة رفيقى المتواصلة حثتنى على المضى ..
جالت عيناى بالمكان .. اكان بهذه الوحشة قبلا ؟! ... اختفت اضوائه الراقصة المنعكسة على شوارعه ,, اختفت الوجوه البشوشة و حلت محلها اخرى قلقة متربصة و غادرة فى بعض الاحيان .. اختفت الهتافات الباعثة على الرجفة ,, حل محلها صمت حزين خانق ..
 توغلنا انا و رفيقى فى الميدان حتى وصلنا الى مظاهرة نسائية ضد التحرش فى مدخل " طلعت حرب " ... نشوة خاطفة دبت فىً لحظة وصولنا الى قلب المسيرة ,, اندفعت كميات ادرينالين فى عروقى مع هتافات النساء القوية و الغاضبة ,, راودتنى فكرة الانضمام للمسيرة لوهلة لكن جبنى عاد فلجم رغبتى فتابعت السير جوار رفيقى ,, لكن عينى ظلت متعلقة بالمسيرة كسجين يراقب الحرية من خلف القضبان ..
 التقينا بأصدقاء رفيقى بعدما تركنا المسيرة ,,  شبان صغار السن كبار النفوس .. تأملتهم فى انبهار حقيقى كطفل يلتقى ببطله اسطورى .. و على غرار ابطال الاساطير تحلى هؤلاء  بكل ما يؤهلهم لقيادة العالم لا ميدان صغير  ..
مر الوقت بصحبتهم سريعا و حانت لحظة مغادرتى ..
طريق عودتى لمحطة المترو اختلف كثيرا .. سرت بينهم فى ثقة راسمة ابتسامة مطمئنة ,, يغمرنى شعور عارم بالتفاؤل ..
تلألأ الميدان بضى غريب بعدما كانت الوحشة تسكنه .. تردد صدى صوت المسيرة على اطرافه .. و اخيرا وصلت لسلالم المحطة ,,
فودعت اقرانى بابتسامة و استدرت عائدة من حيث اتيت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق