الخميس، 27 أكتوبر 2011

بلا غطاء

الوحدة شعور قاسى ... شعور بانك نائم بلا غطاء فى ليلة باردة ..
قد تختبره لفترات طويلة بالرغم من وجود الكثير من المهتمين بك .... لكنك تستمر فى الشعور بانك داخل فقاعة زجاجية ترى الناس من خلالها لكنهم لا يرونك ...
تستمر فى الصراخ بلا جدوى فتستسلم فى النهاية و تبدأ فى الشعور بمتعة الوحدة و تبدأ فى زيادة سمك كرتك الزجاجية ....
 فيبدو عالمك كله رمادى بوجوه مشوهة .. و تبدأ فى معاملة الاشخاص على انهم مخلوقات غريبة يجب الابتعاد عنها فتهرب من الاجتماعات و الاشخاص الودودين و تبدأ فى كره ثانى اكسيد الكربون الملازم للتجمعات و تعشق الاكسجين الذى يصاحب الوحدة ...
و تزداد وطئة الوحدة ليلا عندما تضع رأسك على الوسادة و تبدأ اختبارها فى اقسى صورها خيالات و افكار و مخاوف كلها تتجمع لتقبع فوق صدرك فتخنقك فتترك فراشك لتتجول كأسد حبيس فى غرفتك تصارع النوع حتى يصرعك فتنام منهكا و غدا يوم جديد و صراع جديد....
تتجول فى الشارع هائما ترتدى سماعات الام بى ثرى و تستمع لاغنيات حزينة و موسيقى معقدة ابدعها موسيقار مجنون و تدعى الغموض و التعقيد و انه ليس من السهل فهم امثالك ذوى " النفسيات المرهفة " و تستمتع بتقوقعك حول ذاتك رافضا اى اقتحام خارجى من اى شخص و اى محاولة تعتبرها غزو لعالمك و تبدأ فى طرد الكائن المتطفل الذى تجرأ و حاول كسر عزلتك و اهدار هالة غموضك التى تكسبك رهبة و فى بعض الاحيان المزيد من الاحترام يشوبة الفضول
الكارثة عندما ينجح احدهم فى اختراق عزلتك الاختيارية و تبدأ فى صراع السماح له بدخول كرتك الزجاجية ام الاستمرار على نهجك القديم و يبدأ الصراع فى اتخاذ منحنى مؤلم عندما يبقى امامك ان تنصر احدهم على الاخر ... و نتقلب لياليك فى محاولة الاختيار و تنقلب موسيقاك الى ضوضاء لا تطاق بجانب تفكيرك العميق قتتركها الى الابد و يبدأ توازنك فى الاختلال و تفقد تناسق حياتك القديم حتى تستقر على اختيار ... طرد هذا " الاحدهم " او طرد عزلتك و انت واثق ان من يطرد لن يعود ليدق بابك مرة ثانية ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق